في عالم الطب الحديث، لا يتوقف البحث عن حلول فعّالة لعلاج السمنة ومضاعفاتها. وبينما كانت الأدوية التقليدية لفقدان الوزن تهيمن على السوق لسنوات، بدأ نجم جديد يُشرق في هذا المجال: مونجارو (Tirzepatide). فما مدى فعاليته؟ وكيف يراه الأطباء بالمقارنة مع الخيارات الأخرى؟ في هذا المقال نستعرض مقارنة بين مونجارو وأدوية التخسيس من وجهة نظر الخبراء الطبيين، موضحين الفروق الجوهرية من حيث الآلية، الفعالية، السلامة، والتجارب السريرية. مقارنة بين مونجارو وأدوية التخسيس
ما هو مونجارو؟
مونجارو هو دواء حديث نسبيًا، طورته شركة Eli Lilly، ويُستخدم حاليًا لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، لكنه أثبت أيضًا قدرة فعّالة في مساعدة المرضى على فقدان الوزن بطريقة غير مسبوقة. يعمل الدواء من خلال تنشيط مستقبلات هرمونين: GLP-1 وGIP، وهما مسؤولان عن التحكم في الشهية وتحسين استجابة الجسم للأنسولين.
أشهر أدوية التخسيس في الأسواق
قبل ظهور مونجارو، كانت أدوية مثل أورليستات (Orlistat)، فينترمين (Phentermine)، وLiraglutide (مثل Saxenda) تُستخدم على نطاق واسع لمساعدة المرضى في إنقاص الوزن. تعتمد هذه الأدوية غالبًا على تقليل الشهية، أو منع امتصاص الدهون، أو تحفيز بعض الهرمونات.
أكثر هذه الأدوية استخدامًا تشمل:
-
Orlistat: يقلل من امتصاص الدهون بنسبة 30% في الجهاز الهضمي.
-
Phentermine: مثبط للشهية من فئة الأمفيتامينات.
-
Saxenda (Liraglutide): حقنة يومية تنتمي لعائلة GLP-1.
مقارنة بين مونجارو وأدوية التخسيس: ماذا يقول الأطباء؟
عند النظر إلى تقييمات الأطباء واختصاصيي الغدد الصماء والسمنة، نجد أن الآراء تميل إلى ترجيح كفة مونجارو من نواحٍ عديدة:
1. الفعالية في فقدان الوزن
-
مونجارو: وفقًا للدراسات السريرية، ساعد مونجارو المرضى على فقدان ما بين 15% إلى 22% من وزنهم خلال عام تقريبًا.
-
الأدوية الأخرى: في أفضل الحالات، تصل خسارة الوزن إلى 10% فقط.
يقول د. أحمد حسن، اختصاصي التغذية العلاجية:
“مونجارو يُعتبر نقلة نوعية في علاج السمنة، نتائجه تفوق ما اعتدنا عليه من الأدوية التقليدية، خاصة في حالات السمنة المفرطة.”
2. الاستمرارية والنتائج طويلة المدى
-
مونجارو: أظهر القدرة على الحفاظ على الوزن المفقود لفترات طويلة مع استمرار العلاج.
-
الأدوية التقليدية: يعاني الكثير من المرضى من استعادة الوزن بعد التوقف عن الدواء.
3. الآثار الجانبية
-
مونجارو: غالبًا ما تكون مؤقتة، مثل الغثيان الخفيف أو الإمساك.
-
أدوية مثل فينترمين: قد تؤدي إلى الأرق، تسارع نبضات القلب، والاعتماد الجسدي.
توضح د. منى الكعبي، استشارية الطب الباطني:
“أحد أبرز مزايا مونجارو أنه لا يحمل نفس المخاطر القلبية أو النفسية التي نشهدها مع بعض أدوية التخسيس الأخرى.”
آلية عمل مونجارو: لماذا يتفوق؟
يعود تفوّق مونجارو إلى آليته المزدوجة:
-
تنشيط GLP-1: يقلل الشهية ويبطئ إفراغ المعدة.
-
تنشيط GIP: يعزز الاستجابة للأنسولين ويزيد من إحساس الشبع.
هذا التأثير المزدوج يمنحه ميزة إضافية مقارنة بالأدوية التي تعمل على هرمون واحد فقط.
تجارب سريرية تدعم الفعالية
دراسة SURMOUNT الشهيرة على آلاف المشاركين أوضحت أن:
-
المرضى الذين استخدموا مونجارو بجرعة 15 ملغ فقدوا بمتوسط 21% من وزنهم.
-
نسبة كبيرة منهم استمرت على العلاج لفترات أطول بسبب الراحة النفسية والتحسن الملحوظ.
في المقابل، سجّلت أدوية مثل Saxenda فقدان وزن متوسط بنسبة 8-10% فقط.
مونجارو للسكري والسمنة: فائدة مزدوجة
يرى الأطباء أن مونجارو يقدم فائدة كبيرة لمرضى السكري والسمنة في آنٍ معًا. فإلى جانب فقدان الوزن، يعمل الدواء على تحسين:
-
مستويات الجلوكوز في الدم.
-
مقاومة الأنسولين.
-
نسب الكوليسترول.
وهو ما يجعل مونجارو خيارًا ذكيًا لمن يعانون من مشكلات صحية متعددة.
هل يناسب مونجارو الجميع؟
بالرغم من فوائده الكبيرة، لا يُعتبر مونجارو مناسبًا لجميع الفئات. الأطباء يحذرون من استخدامه في الحالات التالية:
-
الحوامل والمرضعات.
-
مرضى أورام الغدة الدرقية.
-
من يعانون من أمراض في الجهاز الهضمي المزمنة.
كما يُشدد الأطباء على ضرورة استخدام الدواء تحت إشراف طبي، مع متابعة التحاليل الدورية لضمان أفضل النتائج دون مضاعفات.
تكلفة مونجارو مقارنة بالأدوية الأخرى
من الجوانب التي يأخذها المرضى في الحسبان هي الكلفة. مونجارو غالبًا ما يكون أغلى سعرًا من الخيارات التقليدية، لكن الأطباء يرون أن:
“التكلفة الأولية أعلى، لكن النتائج والراحة طويلة المدى تجعلها استثمارًا صحيًا ناجحًا.”
رأي الأطباء في الإمارات
في عيادات دبي وأبوظبي، لاحظ الأطباء إقبالًا متزايدًا على مونجارو بسبب:
-
فعاليته السريعة.
-
الراحة في الاستخدام (حقنة أسبوعية فقط).
-
الدعم الإرشادي والمتابعة الدقيقة من العيادات المتخصصة.
الخلاصة: هل مونجارو هو الأفضل فعلًا؟
من خلال تحليل آراء الأطباء والدراسات السريرية، يتضح أن مقارنة بين مونجارو وأدوية التخسيس تميل بوضوح لصالح مونجارو. فهو يجمع بين الفعالية، الأمان، وسهولة الاستخدام، ما يجعله خيارًا متقدمًا في خط العلاج الأول للسمنة.
إذا كنت تفكر في استخدام مونجارو، فإن استشارة فريق طبي محترف هو الخطوة الأولى والأهم. للحصول على خطة علاج متكاملة تناسب حالتك، ننصحك بالتوجه إلى عيادة تجميل معتمدة في دبي، حيث يمكن تقييم حالتك بدقة وتقديم الإرشادات اللازمة لاستخدام آمن وفعّال.